الرئيسية » » القضارف مدينة تتحــــدى الملل

القضارف مدينة تتحــــدى الملل

Written By sudaconTube on الأربعاء، يناير 16، 2013 | 3:17 م

اخر لحظة

وصلنا مدينة القضارف حاضرة الولاية؛بعد الثانية عشر من صباح الأربعاء الماضي،ليستقبلنا الأستاذ علي عبداللطيف البدوي؛أمين التعبئة السياسية بالمؤتمر الوطني بالقضارف بفندق الهواد ونحن يتملكنا النعاس... كنا أربع صحفيين هم الأساتذة صلاح حمد مضوي،المقداد عبدالواحد ويوسف دوكة،ومحرر المادة،يمثلون أربع صحف؛هي على التوالي؛المجهر والإنتباهة والسوداني،آخرلحظة،أضافة لنائب أمين التعبئة السياسية بالوطني القضارف الأستاذ محمد إدريس...الدعوة للزيارة قدمت عن طريق مكتب المتابعة بالخرطوم عبر الأستاذ عبدالرحمن كُّبير،والذي يظل يتابع رحلتنا حتى وصولنا فندق الهواد..

الساعة الثامنة صباحاً كانت البداية بزيارة لوزارة التخطيط العمراني لمقابلة الوزير م.عبدالعظيم مصطفى البدوي،والذي أكرم وفادتنا بجولة ميدانية إستمرت حتى منتصف النهار،زرنا فيها ثمانية طرق جديدة تم إنشاؤها حديثا وبطول 26 كيلو متر مربع،وقامت هيئة الطرق والجسور - شركة مملوكة لوزارة التخطيط بالقضارف - بتنفيذها مجتمعة،وهي (عد الطين - أم سنيبرة)6 كلم،(أبايو- الشريف العاقب- غبيشة)6 كلم،(المتوكل الدايات - الجامع الكبير)3 كلم،مدخل طريق كسلا 2.5 كلم،طريق الإنقاذ ،الصومعة - التضامن-الجنينة 4.5 كلم،طريق حي المطار 1 كلم،وأخيراً الرديف بطول 3 كلم.وتكلفتها 38 مليار جنيه،وإعادة تأهيل خمسة طرق بطول 12 كيلو متر مربع وبتكلفة 10.5 مليار،قامت بتنفيذها شركة شريان الشمال؛إضافة للشركة الصينية..هذا غير مواقف المواصلات الجديدة،وعددها ثلاثة مواقفوتكلفتها 95 مليار جنيه؛والهدف منها تغيير قلب المدينة ليصبح حياً تجارياً يضم أبراجاً واسواقاً حديثة،ومساحته حوالي 5.116 متر مربع،ويأتي هذا العمل -حسب تصريح الوزير عبدالعظيم- في إطار الخارطة الحضارية لمدينة القضارف... وهي في طريقها لذلك بعد أن رأت أعيننا ماتم من طرق جديدة،وأعجبنا نشاط الوزير وهمته؛لاسيما وأن ولاية القضارف قد بدأت فعلا تتحدى الرتابة والملل؛وتمول تنميتها وطرقها دون إنتظار (المركز)،واصبحت تمتلك (كسارة) بكلفة مليون و مائتي ألف دولار،وخلاط يبلغ سعره مليون وسبعمائة ألف دولار وهي ملك حر للولاية.. ومعظم من يعمل في الطرق مهندسون سودانيون،تم التعاقد معهم من الشريان،ودانفوديو.

ذهبنا بعدها لمبني حكومة الولاية ليستقبلنا الأستاذ الضو الماحي الوالي المكلف،ولنرافقه بعدها لمشاركة الحزب الإتحادي الديمقراطي الاصل إحتفالاته بذكرى الإستقلال ،محجوب دكين رئيس الإتحادي الأصل وزير التربية والتعليم بالقضارف؛إستقبلنا في مدخل مقر الحزب..وعدد من قيادات الحزب..ليضمنا بعدها صالون الوالي الماحي بمنزله العامر،ونحن نسأل ويجيبنا الماحي دون ضجر أو ملل.البداية كانت حول الحراك السياسي الذي تشهده الولاية..!فقال الوالي المكلف أن تكليفه تم حتى إقامة الإنتخابات التكميلية،وذكرنا ونفسه بوصية السيد رئيس الجمهورية التي أجملها في وحدة الصف بالحزب والعمل على تماسكه بعد الخلافات التي ضربت الحزب،ثم الإهتمام بقضية الزراعة ضمن محاور البرنامج الإقتصادي الثلاثي،والإهتمام بأمر المواطن ومعاشه..وكان المدخل القرارات الإقتصادية التقشفية،بتقليل عدد الدستوريين من 46 إلى 27،من أعضاء الحكومة العريضة،ثم بعد ذلك بدأنا في بناء الأمانات بالحزب وتم ترفيع خمسة اسماء للمركز بعد تنازل اسمين ،شرعنا بعدها في ترتيب البيت الداخلي بالرجوع لقواعدنا حتى ندخل الإنتخابات عبر صورة منظمة؛وهي ماحسبنا أن تتم قبل الخريف،وعند زيارة المفوضية للولاية قررت أن تكون بداية العام الحالي بسبب الخريف وموسم الحصاد.عند الترشح لمنصب الوالي لم تحدث أي خلافات محسوسة في حزبنا،وللأمانة عند التكليف جاءتنا الأحزاب المشاركة وقالت أن هذا المنصب هو مقعد مكتسب ومستحق للمؤتمر الوطني؛وهم يقترحون عودته للحزب عبر التزكية،فنحن نتشارك الحكومة وفي هم الولاية..! رفضنا ذلك بإعتبار أن هذا استحقاق انتخابي لمواطن القضارف،ونحن نستعد لعمل انتخابي يبدأ بعد افتتاح الحملة من 28 فبراير وحتى 14 مارس،والإقتراع سيتم في 16 مارس،بالإضافة لما سبق نعود للهم الأول في الولاية وهو الموسم الزراعي وإنجاحه،وكان الغيث نعمة مباركة لم تحدث منذ خمسين أو ستين عاماً مما أسهم في إنجاحه بصورة كبيرة حيث تمت زراعة 8 ملايين فدان لأول مرة في تأريخ الولاية؛منها مليون فدان من السمسم،ستة ملايين فدان من الذرة،والبقية موزعة مابين الدخن والفول والزهرة...وهي حقيقة نعمة كبيرة رغم عدم الإيفاء بمبلغ الـ 2 مليون دولار التي أوصى بها النائب الأول بسبب المستجدات التي حدثت كما هو معروف في العام السابق من أزمة.

الوالي المكلف تطرق للإلتزامات المالية من المركز جهة الولاية؛قائلا أن المركز نفسه يعاني من مشاكل إقتصادية؛وهو حسب المنظومة العالمية لايشذ ويخرج عن القاعدة فالأمر معلوم للجميع؛فالأطراف في السودان لم تجد جميعها الإيفاء،وهي إشكالية عالمية،وكرم الله كانت مطالبته بإستحقاقات قديمة ترجع لحكومات سابقة؛والأن المركز لديه استعدادات لدعم الولاية عبر قروض تمويلية مع بنك السودان يعود سدادها للمالية الإتحادية،ومثال لذلك سدي نهر عطبرة وستيت بكلفة مليار ومائتي ألف دولار،وقرض آخر لمياه القضارف وحصاد المياه بمبلغ 89 مليون دولار عبر المالية المركزية،ولاننسي صندوق الشرق..أما عن إلتزام الولاية من الناحية الأمنية والحادثة الأخيرة بـ(باسندة) والتى راح ضحيتها ثلاثة تجار بعد هجمة الشفتة..!إمتدح الضو العلاقة المتميزة مع أثيوبيا؛وتعاونها مع السلطات المحلية بتسليم المجرمين الذين يعتدون على التجار السودانيين وبضائعهم،ومذكرا أنها حوادث لاتعدو أن تكون فردية،وتحدث دائما بعد نهاية موسم الحصاد،معترفا بصعوبة إيقافها..

وزارة مالية القضارف كانت مقصدنا التالي بعد وداع الوالي لنا لسفره للخرطوم،فوجدنا الوزير معتصم هرون ينتظرنا بهجوم ضارب على مالية المركز؛وهو المراجع القانوني وأستاذ الإقتصاد بجامعة القضارف،وبدأ حديثه بجملة نحن أمة لا تلعن أخوتها،ونحن نحمل رسالة بدأها من سبقنا،متطرقا للحديث عن نجاح الموسم والذي أمن على أنه ينعكس حتما على جميع مواطني الولاية،وقال هرون أنهم في الوزارة قد ورثوا وضعا ماليا مترديا حسب وصفه؛وديناً تبلغ 200 مليار جنيه،مع خزينة خاوية فقط من 2 مليون جنيه..!وموارد لاتلبي جميع المتطلبات،ورغم ذلك بدأنا التنمية وسبقنا المركز -الذي ساعده الإعلام في الأسبقية - في مشاريع تخفيف المعيشة،وهي مشاريع ساعدتنا كثيراً..وقمنا بإحترام واجباتنا تجاه حق المواطن علينا،بعقد بيننا والمواطن،رغم قساوة الجباية،والمعلوم أننا نعاني من نسبة فقر كبيرة في الولاية،وإلتزمنا بواجباتنا تماما،مع التأمين على حقوق المواطنين،وكنا نقول لهم مالكم من حقوق سيليكم،ولو أحسستم بالظلم فعليكم إنتزاع حقكم بالقوة..!وعملنا حقيقة على استغلال مواردنا بصورة مدروسة وعلمية،مما وفر إيرادات كبيرة؛وكما هو معلوم ان ولايتنا في العام 2011م كانت الوحيدة الخالية من الإعتداء على المال العام..!وتم تحفيزنا من رئاسة الجمهورية بحافز مادي؛وهذا يرجع لضبط حركة الإنفاق العام،وإرتفعت إيراداتنا المالية في 2011-2012م لنسبة 48%- مواردنا كانت بنسبة 75% من المركز والبقية محلية- والفضل يرجع لإدارة متخصصة في حصر الإيرادات تم تكوينها بالولاية - تجربة أمتدحت وسيعمل بها في شمال دارفور - وتتم إدارتها عبر المالية؛كل بحسب موسمها وزمانها،ورفدنا تلك الإدارة بأربعين عربة جديدة،وأحيينا إدارة الأسواق بعشر عربات جديدة..مما عاد علينا بموارد حقيقية..

معتصم هرون أستاذ الإقتصاد والوزير هاجم المركز في عدم اهتمامه بولاية القضارف في البرنامج الإصلاحي الاقتصادي الثلاثي؛بما تمثله الولاية من رأس الرمح فيما يلي ذلك،والقضارف إلتزمت وأوفت بمطلوباته تجاه هذا البرنامج..!ونبصم بالعشرة أن الثمانية ملايين فدان مزروعة بنسبة 100%،وهذا من فضل الله،وهو ماكنا نطالب به في السنوات الماضية من إلتزام المركز حتى نصل هذه النسبة التي جاءت بفضل من الله..ونحن الولاية الأولى في صادر حقيقي للماشية الحية في العام 2012م.بعدد 1.200 ألف رأس..وهذا بتمويل محلي وأجنبي.. الوزير هرون إشتكى من عدم إلتزام المركز تجاه الولاية منذ 2007م..فالإلتزام لا زال حتى الأن (صفر).. وننتظر الأن مايحدث هذا العام وياخوفنا أن يكون كالسابق يحمل الرقم (صفر)...!

مع ضغوطات البرنامج المعد وضيق الزمن؛وصلنا مقر المؤتمر الوطني متأخرين..لنجد أن نائب رئيس المؤتمر الوطني قد غادر على موعد ضُرب للقاء صباح الخميس مع الباشمهندس عبدالقادر محمد علي بشير..وخرجنا برفقة أمين التعبئة السياسية الأستاذ علي عبداللطيف البدوي لمنزله العامر لتناول وجبة الغداء..

جاء صباح الخميس بعد ليلة شتوية طويلة لنتحرك في الثامنة لمقر المؤتمر ونلتقي بالمهندس عبدالقادر،لنجلس معه في جلسة تناولنا فيها السياسة ووجبة الإفطار..وتطرق بشير لولاية الوالي السابق كرم الله عباس الشيخ،والذي امتدحه كثيرا مثنياً على فترته وواصفا إياه بالقيادة المشهودة من حيث الكفاءة والقدرة والشابة ووهو من خرج من صلب المزارعين وهو يعتبر من الأعمدة الإقتصادية المهمة بالقضارف..وقيادة تشريعية ونقابية،وهذان المنصبان يكونان في (محاككة) مع الجهاز التنفيذي..!وهو جاء بنفس (الإندفاع) النقابي،ليدير الولاية بما يحمله من الصفة النقابية والتشريعية،ونجح في بعض الأمور،ولكن أحدث له صداماً مع المركز..وهو ماضخمه الرأي العام..!وعن وجود مناصرين للوالي السابق؛قال عبدالقادر أن كرم الله لم يكن له تيار مخالف للمؤتمر الوطني وأنه يشهد له أنه أكثر الناس إلتزاماً بالحزب،وعندما ترجل عن الولاية لم يتسبب في أي مشاكل أو خلافات..وهو عضو فاعل وقيادي..وعن الإقتصاد وتنصل المركز عن إلتزاماته تجاه الولاية قال بشير أن الأطراف هي التي ينبغي أن تساعد المركز،فمشاكل الحروب أقعدتنا وشعبنا ونحن نستغل مايدفعه لنا المركز إضافة لمواردنا المحلية.

نائب رئيس المؤتمر الوطني تحدث عن المرشحين الآخرين لمنصب الوالي؛خاصة بعد الإتهام الذي طال الحزب بإنتمائهم للمؤتمر الوطني ..!ومنهم المرشح - المتجول ? وهذا ما أثار عدة تساؤلات...! ليتحدث أيضا عن الخلافات والتحفظات التي تبدت عند الدفع بمرشح الوطني لمنصب الوالي..؟ رد أولا على السؤال الأخير بأنه لاتحفظات كانت؛بل هناك من كانوا يمنون أنفسهم بالمنصب..ولكن تم الجلوس والإتفاق على الضو محمد الماحي أن يكون مرشح الحزب..وهو مانسميه العمل المؤسسي والتنظيمي؛وكان هو المرجع لنا ولقواعدنا وقياداتنا بالولاية،أما عن المرشحين الآخرين؛وما يتداوله البعض أنها تمثيلية من الوطني فهم كاذبون،فهؤلاء المرشحون من الجائز أن يكونوا (مؤتمر وطني)..!وإن كانوا فهم ليسوا بقيادات،ولا عضوية فاعلة..ولا تحمل قوائم عضويتنا أسماءهم ..وهم ترشحوا من خارج الحزب..وحسب توثيقنا لاينتمون لنا.

وحيا بشير القوات المسلحة ومجاهداتها،مع التحفظ على البعض الذين خرجوا عن الصف واصفا إياهم بالعملاء،ومن يتجمع في كمبالا هم من كانوا يحملون السلاح..وليس هناك مايسمى فجرا جديدا ولا قديماً؛بل هي بلطجة..!وهو برعاية من الأمريكان و(الخواجات) لحركات تريد أن تهدم أوطانها..وكمبالا من أذناب الصهيونية وهذا دورها..والعلمانية واليسار تعمل ضد الإسلام،والحمدلله هم ظاهرون فـ(الكفر خير من النفاق)..

خرجنا بعد الوداع؛ووجهتنا وزارة الصحة ومستشفى القضارف .ومركز غسيل الكلى،وبعدها سوق المحاصيل والبورصة..وهو ماسيكون لاحقا من سرد وحكايا وقصص عن القضارف،ومن ثم القضية الأهم بحسب حسنا وقراءتنا ورسالتنا الصحفية،وهي مياه محلية الفاو وخزانها المعجزة الذي وقف عليه المعتمد الشاب معتصم عبدالجليل،ومحطات المياة التي أروت وستوقف عطشاً عاش مع أهل الفاو وقراها بعمر أجيال هم رجال الآن..وأيضا مشاكل الكلى ورحلة الغسيل لمدينة القضارف؛وولاية الجزيرة..!!

خرجنا من دار المؤتمر الوطني بمدينة القضارف؛لنتوجه نحو وزارة الصحة،لنجد وزيرها د.موسى بشير موسى في استقبالنا على عجالة لنبدأ معه جولة تشمل مستشفى القضارف ومركز غسيل الكلى الحديث.. وهو طبيب بيطري وتم تكليفه بالوزارة في 14 يوليو الماضي..

سألناه ونحن نتجول في مركز الأشعة المقطعية ومركز غسيل الكلى ومن داخل المستشفى عدة اسئلة بدأناها عن عدم رضى المواطنيين عن الخدمات الصحية والتردي الصحي الذي يتحدثون عنه..! قال د. موسى أن الإنسان بطبعه لايرضى بالقليل،ويطمع دوما في المزيد وهذا ليس في استطاعتنا؛ولم نقصر حقيقة إذا ماقارنت القضارف بالولايات الأخرى أوكد لك بأننا في المرتبة الثالثة بعد الخرطوم والجزيرة..ونحسب أننا نتلمس الخطى لتجويد العمل الصحي،وأنتم رأيتم مركز الكلى فهو يعمل على خدمة عدد من الولايات.. ويستوعب المركز 109 من المرضى،والأسبوع الماضي افتتحنا جراحة المناظير للمسالك البولية؛وتم اجراء خمس عمليات جراحية،فنحن نوفر العلاج بالولاية والخرطوم لعموم السودان،وهذا كان ردي بالمناسبة لأحد المواطنيين-الحديث للوزير-عندما سألني لماذا لامتلك مستشفي مثل رويال كير..!؟وأضاف موسى عن هجرة الكوادر الطبية وتأثر الولاية بها،ثم أمر المقاطعة التي أثرت علينا في بعض الأجهزة الطبية،فلدينا جهاز اشعة مقطعية وجدته بعد تكليفي معطلاً..وهو من شركة (سيمنس) الألمانية،وطلبنا الأسبير الأول عن طريق هولندا؛ووجدنا بعدها أسبير آخر طلبناه من هولندا أيضاً بقيمة 43 ألف يورو وسيصل اليوم أو غداً(الجمعة أو السبت)،ومهددنا الثالث بالمناسبة رقابة الجودة..ونتائج المعامل خير مثال لذلك،ونحن أفتتحنا مركز الأسنان وبنك الدم المتطور وبدأنا في تصنيع عدد من المعينات الطبية من أجل الإكتفاء الذاتي..وبمستشفى القضارف قمنا بالتطوير للعنابر عن طريق المباني الرأسية،من أجل خلق منافذ ترويحية وصحية للمرضى ومرافقيهم.ولدينا مقترح بالمناسبة من بعض المغتربين لإنشاء مركز متخصص لمرضى السكري،وفي التنفيذ إن شاءالله علاج مجاني بتوفير الأنسولين للأطفال من عمر خمس سنوات وأقل..

تركنا الوزير ونحن ندعو له أن يكمل مابدأه؛خاصة وأن الصحة أمانة ومسؤولية،وهو بما رأيناه سيُذكر عمله وجهاده من أجل مواطن الولاية بالخير وصالح الدعاء.

خرجنا نحو سوق المحاصيل؛وهذا السوق وبورصته العالمية (حكايتو حكاية) سنأتي على ذكرها في مادة خاصة..

صباح الجمعة كنا متجهين للخرطوم ولكن كان لابد أن نعرج على محلية الفاو،فوجدنا معتمدها معتصم عبدالجليل عبدالله يستقبلنا مستبشرا بمقدمنا خيرا؛خاصة وأنهم سيفتتحون خزان مياه الفاو(الخزان المعجزة) وهو كما قال عبدالجليل خزان خرصاني بارتفاع 40 متر من سطح الارض وهو مثيلا لخزان الروصيرص حتى يكون الري انسيابيا وليطفئ عطش عشر قرى إضافة للمدينة

وهو بتمويل من صندوق الشرق وبمساهمة من الولاية .. وقال المعتمد أن الاسبوع الحالي سيكون افتتاحه.

أخذنا معتصم عبدالجليل في جولة لنرى (عيانا بياناً) الإنجاز والإعجاز فيما تم،ورأينا الجبل وقد شق من منتصفه لنعتليه ونحن نحدق في المدينة والأفق يحمل باقي قري الفاو في لوحة تحمل عمق البساطة في المباني وإنسانها،ووجدنا الطاقم الهندسي يعمل في صمت من أجل أهله و(ناسه) الذين (ضاقوا) العطش لسنين عددا.

شرح لنا المعتمد في جولتنا المشكلة الرئيسية للمدينة وقراها الـ(23)،ولسانه يلهج بالشكر لوزارة التخطيط،ولمدير عام مياه ولاية الجزيرة لتقديمهم طرمبة المياه العملاقة والتي تبلغ تكلفتها 100 مليون ومذكرا إيانا بأن التكلفة الكلية للخزان الخرصاني المعجزة (2) مليار وخمسمائة مليون جنيه ...

وزاد المعتمد معتصم بأن هناك خمسة محطات مياه جديدة ستروي عطش 15 قرية بتكلفة (5) مليار وخمسمائة مليون جنيه كمرحلة أولي؛أما المرحلة الأخيرة التي ستكتمل في أبريل فتكلفتها 4 مليار وخمسمائة مليون جنيه،وهي لمجموع 23 قرية..

وعن تنفيذ المحطات قال المعتمد بأنها من تنفيذ شركة كنانة للمياه والتكلفة الكاملة علي وزارة المالية ..

أحسسنا بالراحة والرضا يرتسمان على وجه المعتمد الذي (أخد تنهيدة) طويلة وهو يقول :(بهذا ستحل مشكلة المياه التي حدثنا من سبقونا عنها؛ورأيناها أمامنا وآلينا على أنفسنا ألا يشهدها الجيل القادم مادام في العمر بقية..) ،وزاد المعتمد بأنهم صارعوا وجاهدوا من أجل هذا العمل الضخم.. وأن الفضل نرجعه لله تعالى ثم للولاية وإنسانها الطيب الذي أكرمه الله بخزان راعينا فيه أحدث ماوصلت له تكنولوجيا إنتاج وتخزين المياه،وهو يسع ألف متر مكعب يومياً،وماتوفره المحطة الرئيسية خمسة آلاف متر مكعب،ومانحتاجه فقط ألف وخمسمائة متر مكعب..أي سنوفر حوالي ثلاثة أضعاف حوجتنا..

وضحك المعتمد وهو يقول هذا ذكرني بكاركتير نشر قديما عن مشكلة مياه الفاو بإحدى الصحف وفيه بنت صغيرة تحمل (كوز موية) والقصد طبعا (الكوز) بمعناه (البعيد)وهي تقول:الكوز ماقادر يسيقني..!

غادرنا محطات المياه يرافقنا المعتمد ونحن نرتوي قبل الإفتتاح الذي سيكون بعد عشرة أيام تقريباً؛وإتجهنا لمستشفي الفاو التعليمي،لنرى الواقع والمأساة التي تتنظر حوالي الـ(47) مريضاً بالفشل الكلوي،وحلها القريب كما قال لنا مدير المستشفى د.مصطفى إبراهيم محمد علي،وطلبهم للأجهزة الخمسة للغسيل،وقال أن المشكلة بدأت عام 2010م،وكانت الحالات بعدد 29 حالة ،إرتفعت العام الفائت للعدد السابق ذكره،وهم يقومون بالغسيل في مركزي مدني و القضارف مرتين في الإسبوع؛ومركز مدني أصبح يستقبل حالات ولاية الجزيرة فقط،وهناك مخاطبات معنا بوجود إتجاه لحرمان مرضى الفاو من الغسيل بمركز ود مدني..! أما بالنسبة للخمس ماكينات للغسيل فهي بتوجيه من الأخ محمد السالك فؤاد مدير المركز القومي للكلى بوجود د.الصادق البدوي،وسعينا بمباركة المعتمد معتصم عبدالجليل بتوفير مبنى للغسيل حتى يستوعب الأجهزة؛وهو ماتم التأمين عليه من أجل مواطن الفاو،وسيكون ذلك قريبا إنشاءالله..

يممنا وجوهنا مودعين الفاو وأهلها الطيبين؛نحو الخرطوم (المركز) كما يسميه أهلنا في الولايات،وفي الذاكرة رحلة وزيارة لن تنسى وقد رأينا ولاية القضارف وهي ترفض الرتابة والتقليدية التي تلف بقية الولايات والأطراف.. وكانت فعلا القضارف ولاية ومدينة تتحدى الملل.


شارك هذا المقال :
 
Support : Creating Website | Johny Template | Mas Template
copyright © 2011. سوداكون - All Rights Reserved
Template Created by Creating Website
Proudly powered by Blogger