الرئيسية » , » حفرة المونة.. تراب الوطن سلعة للبيع.. مصدر دخل شخص

حفرة المونة.. تراب الوطن سلعة للبيع.. مصدر دخل شخص

Written By Unknown on الاثنين، ديسمبر 07، 2015 | 4:46 ص


الخرطوم- محمد عبدالباقي
ستة أطفال غرقوا في عمق حفرة المونة (هكذا كانت تسمى سابقاً) التي تتوسط ثلاث قرى بالريف الجنوبي لأم ردمان (لكنها الأقرب لقرية الشبيلاب والكبابيش، وهذا اسمها في الأوراق الرسمية).. نواح ذويهم على شبابهم الذي ذهب سدى كان يمكن أن يعجل بردم الحفرة التعيسة أو على الأقل وضع حواجز تمنع وصول الأطفال لها، خاصة وأنها تقع على طريق ذهابهم وعودتهم من المدرسة التي تقع على بعد ثلاثة كيلومترات.
بقيت الحفرة على حالها وكأن زهق أرواح ستة أطفال أبرياء في عام واحد لا يفطر القلوب ويثير الأحزان! لم تُردم ولم تُسور إنما حدث العكس تماماً، إذ حرك الحادث المؤسف قرني استشعار الاستثمار، فتكالبت عليها المخالب واليوم مساحتها تساوي ثلاثة أضعاف ما كانت عليه، حين ابتلعت فلذات أكباد السكان، أما كيف حدث هذا، سنبين أدناه.
حزام بشري
عشرات القرى تمثل حزاماً بشرياً للعاصمة، كان هذا قبل ثلاثين عاماً تقريباً، أما اليوم فجميعها صارت أحياءً تتبع لها إدارياً. أما الخدمات والتنظيم والتخطيط فإن هذا جانب آخر من الواقع الذي تمثله حفرة قرية الشبيلاب والكبابيش. والحفرة - موضع هذه المادة - يصفها سكان قرية الشبيلاب والكبابيش التي تمثل أحد أحياء محلية أمدرمان لوقوعها على بعد مسافة(20) دقيقة فقط بالمواصلات العامة من رئاسة المحلية، كانت تسمى سابقاً بحفرة المونة لأن المواطنين كانوا قبل سنوات طويلة يأخذون منها التراب لتشييد منازلهم كما سبق الذكر، وبتواتر السنوات توسعت كثيراً وأصبحت تحفظ مياه الأمطار إلى نهاية فصل الشتاء، وقبل ثلاثة أعوام تقريباً اتجهت محلية أم درمان لتحويلها لمزرعة أسماك، فسُر المواطنون كثيراً لاعتقادهم أن مشروع الأسماك سوف يوفر لهم مصادر للدخل ويجنب أطفالهم مخاطر الغرق داخل مياه الأمطار التي تتجمع في الحفرة لعدة أشهر.
إجهاض مشروع
بدأ مشروع الأسماك في الحفرة واستمر لموسم واحد لم يزد عليه، حيث تحول الغرض بمجرد أن جفت مياه ذلك العام من تربية الأسماك لبيع التراب لأصحاب القلابات.. بلغت دهشة المواطنين منتهاها وهم يشاهدون اللودرات تعمل ليل نهار على حفر ورفع التراب في القلابات، وهي تلج وتخرج من الحفرة آناء الليل وأطراف النهار.. يتوقف العمل برهة ثم يعود أكثر نشاطاً مما بدا وخلال عام واحد توسعت مساحة حفرة المونة لثلاثة أضعاف مساحتها عندما كانت تبتلع الأطفال وتلفظهم جثثاً هامدة، فصارت مهدداً للكبار وللبيئة كذلك.
منفعة شخصية
سكان قرية الشبيلاب والكبابيش فقط هم الذين يذكرون حكاية استثمار الأسماك في حفرتهم التي شيد منها البعض منازلهم، أما من يعملون في المشروع الجديد المتمثل في بيع التراب لأصحاب القلابات التجارية، فلا يعلمون عن الأسماك شيئاً ومهمتهم بيع التراب تجارياً لمن يرغب وفقاً لتوجيهات صاحب امتياز البيع.. أحدهم (نحتفظ باسمه) قال إن سعر القلاب الواحد مائة جنيه، تشمل قيمة التراب ورفعه باللودر، وإن معدل عدد القلابات التي يتم شحنها في اليوم في حدود الستين قلاباً، مما يعني أن الدخل اليومي للحفرة في حدود ستة آلاف جنيه يومياً، وبيع التراب من ذلك المكان لا يتوقف على القلابات التجارية، فخلال زيارة الموقع في يوم الجمعة الماضي كان هنالك قلاب يتبع لإحدى محليات الخرطوم تم تحميله بالتراب وخرج متجهاً نحو الخرطوم (نحنفظ برقم لوحة العربة واسم المحلية)
شارك هذا المقال :

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

 
Support : Creating Website | Johny Template | Mas Template
copyright © 2011. سوداكون - All Rights Reserved
Template Created by Creating Website
Proudly powered by Blogger